بعد التوتر "الصحّي" الأخير.. القلق يعود إلى إسبانيا تُجاه المغرب مع اقتراب رأس السنة
تتحدث تقارير إعلامية إسبانية، عن وجود حالة من القلق لدى حكومة مدريد تُجاه المغرب، خاصة بعد التوتر الأخير بين الطرفين بسبب الاتهامات التي وجهتها وزارة الصحة المغربية لإسبانيا بكون سلطات الأخيرة "لاتحترم البروتوكلات الصحية المرتبطة بفيروس كورونا المتعلقة بعودة المغاربة" وبالتالي إيقاف الرحلات الجوية القادمة من إسبانيا وتعويضها بالبرتغال.
وقد بدا واضحا أن توترا جديدا نشب بين البلدين، بعد قيام وزارة الخارجية الإسبانية باستدعاء القائم بأعمال السفارة المغربية في مدريد للتعبير عن احتجاجها لهذه الاتهامات، نافية صحة تلك الاتهامات، بالرغم من أن وزارة الصحة المغربية أكدت تسجيل حالات للإصابة بفيروس كورونا لدى مغاربة قادمين من إسبانيا.
ووفق الصحافة الإسبانية، فإن هذا التوتر الجديد الذي ينضاف إلى عدد من الأزمات السابقة بين البلدين الواقعين على مضيق جبل طارق، أعاد نوعا ما حالة من القلق لدى مدريد، خاصة مع اقتراب رأس السنة الميلادية وهي الفترة التي يتدفق فيها الآلاف من المهاجرين على السواحل الإسبانية.
وتُعاني إسبانيا في رأس السنة الميلادية، من تكرار موجات كبيرة من محاولات الهجرة السرية قادمة من المغرب والجزائر وموريتانيا والسنغال، وتزداد هذه الموجات عند وجود توترات بينها وبين أحد هذه البلدان، بسبب غياب التنسيق الثنائي للتصدي لقوارب الهجرة السرية.
ومن المخاوف الإسبانية القديمة الجديدة، هي الخشية من تكرار سيناريو ماي الماضي، على حدود سبتة عندما تدفق المئات من المهاجرين البالغين والقاصرين على سبتة، بسبب عدم وجود تنسيق ثنائي ورفض المغرب التصدي لهذه التدفقات.
وكانت صحيفة "أوكيدياريو" قد أشارت في هذا السياق في الأيام الماضية إلى أن بيدرو سانشيز رئيس الحكومة، أعطى أوامر خاصة لكل من وزير الداخلية فيرناندو غراندي مارلاسكا، ووزير الخارجية خوسي مانويل ألباريس، بالعمل على تفادي أي أزمة جديدة في سبتة في الأيام المقبلة مع اقتراب احتفالات "الكريسماس" ورأس السنة.
وحسب ذات المصدر، فإن تقارير أنجزتها الشرطة الإسبانية في سبتة، تتحدث عن وجود الآلاف من المهاجرين على مقربة من حدود سبتة، ينتظرون فرصة القيام باقتحام جماعي وصفته التقارير بـ"التاريخي"، يفوق الاقتحام الذي حدث في ماي الماضي والذي أدى إلى دخول المئات من المهاجرين والقاصرين إلى سبتة.
وكانت هذه المخاوف قبل التوتر الأخير، مما يعني أن القلق قد ازداد مؤخرا لدى مدريد، وفق ما أشارت تقارير إعلامية إسبانية، وهو ما قد يدفع السلطات الإسبانية إلى رفع درجة التأهب والحذر.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :